loader image

مكتبة البابطين تصدر 4 مخطوطات للمرتضى الزبيدي

    أصدرت مكتبة البابطين مجموعة من مخطوطات اللغوي والعالم والفقيه والمحدث المرتضى الزبيدي صاحب كتاب “تاج العروس” الذي صدر في 10 مجلدات، وهذا الفقيه الكبير الذي يُكني بأبي الفيض، أخذ علمه عن نحو300  شيخ وعالم، وقد اشتهر أمر الزبيدي الذي ولد سنة 1145هـ في بلجرام بالهند بعد أن سافر واستقر بمصر عام 1167 هـ، وقد تنوعت مصنفات الزبيدي في مادتها العلمية بين التاريخ والأنساب والفقه والحديث والعقائد، وقد توفي بمصر عام1205 هـ.

    وقد ضمت المجموعة التي اصدرتها مؤخراً مكتبة البابطين ضمن سلسلة “مخطوطات مكتبة البابطين” 4 كتب للزبيدي تمتد من العدد 14 إلى العدد 17 ضمن سلسلة “مخطوطات مكتبة البابطين”.

 حيث تم تخصيص العدد (14) لمخطوط “رسائل العلامة محمد مرتضي الزبيدي إلى الشيخ أحمد بن عبدالله السوسي التونسي (ت1208 هـ)” والتي جمعها وانتخبها الشيخ عبد القادر الميموني المغربي المتوفي 1254هـ.

 ويصف الشاعر عبد العزيز سعود البابطين المخطوط بأنه من “أرق وأعذب المراسلات التي دارت بين عالم عظيم هو الزبيدي ومحبه وهو الشيخ التونسي”، ويعد الكتاب نموذج للرسائل المتبادلة بين الادباء والعلماء في نهايات القرن الثاني عشر الهجري وهو فن جميل تميزت به حضارتنا آنذاك ويطلق عليه “الرسائل الإخوانية” وقد امتلأت به كتب الادب القديمة، التي رسمت لنا بعض خواص حياة المتراسلين وجوانب من أحوالهم الشخصية والاجتماعية والثقافية.

     اما العدد 15 من سلسلة “مخطوطات مكتبة البابطين” فتناول مخطوط “ثبت قراءات وسماعات الحسين بن عبد الرحمن الشيخوني على شيخه المرتضى الزبيدي” ومادة هذا الكتاب تعطينا صورة راقية عن تعامل هذا العالم المرتضى الزبيدي وعلاقته المليئة بالود والمحبة مع مريديه ومحبيه وطلاب العلم. ويظهر ذلك جليا من خلال طريقة “السماعات” التي اعتمدها الكتاب وهي مصطلح في علم المخطوطات يعني “تقييد العلم بالكتابة” حيث كان طلاب العلم يحرصون على كتابة ونسخ ما سمعوه عن شيوخهم ومع تنامي حركة النسخ كانوا يحرصون أيضا على اثبات اسماء الذين سمعوا الكتاب علي يد شيوخهم، واجازة الشيخ والمعلم لمن حضر وسمع.

    وتناول العدد16  السلسلة مخطوط ” كشف اللثام عن آداب الإيمان والإسلام” من تصنيف الزبيدي، حيث يشير الشاعر عبد العزيز سعود البابطين إلى موضوعه قائلا:” اختصر الإمام العلامة الزبيدي الأحكام الشرعية في هذه الرسالة، وكتبها بخط يده، وصاغها بأسلوب مبسط جانب فيها التطويل وكثرة التفصيل، وأهداها إلى أحد امراء عصره  وهو الأمير مصطفي آغا محرم”.

   بينما جاء العدد 17 من السلسلة حاملاً مخطوط “معجم شيوخ العلامة الإمام عين المحدثين والفقهاء وجيه الدين أبي المعارف عبد الرحمن بن عبدالله بن محمد بن حسن بن علي الزبيري الأجهوري المالكي (ت 1198 هـ)” وتعد هذه النسخة من المخطوط الموجود ضمن مقتنيات مكتبة البابطين من النسخ الفريدة والنادرة. وهي تتناول احد الفنون القديمة هو فن “المشيخة”، الذي يعد صورة من صور تدوين التاريخ، يقوم فيها الطالب أو التلميذ بجمع لشيوخ استاذه ومعلمه، وما رواه استاذه من كتب ومرويات عنهم في مختلف مجالات المعرفة، وذلك كنوع من الشكر والعرفان من الطالب لشيخه واستاذه، وهنا يذكر الامام محمد مرتضى الزبيدي مشايخ شيخه عبدالرحمن الأجهوري براً ووفاءً له،

وتفيد هذه الطريقة باعتبارها وثائق تاريخية ومصدراً من مصادر التراجم، ويمكن ايضا ان تكون وسيلة لمعرفة المدارس ومراكز العلم.

يذكر أن سلسلة “مخطوطات مكتبة البابطين” تعتبر أحد أهم المشروعات الثقافية التي تقدمها للمثقفين والباحثين والقراء العرب، فهذه السلسلة التي أطلقتها مكتبة البابطين منذ سنوات تزيح الغبار عن الكثير من نفائس المخطوطات العربية، وتضعها أمام القارئ العربي في ثوب قشيب.

   وقد صدر ضمن هذه السلسلة العديد من كتب المخطوطات الهامة لأسماء كبيرة ولامعة في التراث العربي والإسلامي مثل: ابن الغملاس، الإمام الشافعي، حسين بن عبد الجليل برَّادة، وثعلب أبو العباس صاحب كتاب “الفصيح في اللغة” وغيرها من الاصدارات.

Scroll to Top