loader image

كتاب الأسبوع : غرائب الغرب

المؤلف:محمد كردعلي ، محمد بن عبدالرزاق بن محمد كردعلي المتوفى سنة 1372هـ/1953م.

 مؤرخ، صحفي، أديب، لغوي، سياسي

ولد محمد في مدينة دمشق سنة 1293هـ/1876م من أسرة أصلها من أكراد السليمانية، تلقى مبادئ العلوم في مدرسة كافل سيباي الأميرية ونال شهادتها، ثم التحق بالمكتب الرشيدي العسكري فدرس مبادئ التركية، ودرس الفرنسية على معلم خاص، ودرس مدة عامين آداب اللغة الفرنسية العاذاريين، واتصل بأعلام دمشق:طاهر الجزائري، وحمد المبارك، وقرأ عليهم اللغة والأدب والتفسير.

عين موظفا في قلم الأمور الأجنبية، وعمل في الصحافة، فتولى تحرير جريدة “الشام” الحكومية، وكتب في مجلتي “المقتطف” و “الرائد المصري”، وأنشأ في مصر مجلة “المقتبس” سنة 1324هـ/1906م.

وبعد إعلان الدستور العثماني سنة 1326هـ/1908م عاد إلى دمشق وتابع إصدار مجلة “المقتبس” فيها، ولم يسلم من الوشايات التي أدت به إلى مغادرة سورية أكثر من مرة ، وكادت تودي به ، وعند إنشاء المجمع العلمي سنة 1338هـ/ 1919م. تولى رئاسته، وتولى وزارة المعارف مرتين زمن الاحتلال الفرنسي لسورية.

له الكثير من المؤلفات، منها :”غرائب الغرب”، و”خطط الشام”، و”أمراء البيان” وترجم عن الفرنسية، “تاريخ الحضارة “. توفي في دمشق.

الكتاب: في مقدمة موجزة للكتاب يقول المؤلف: “هذه فصول ومقالات بل آهات وتأوهات في وصف معالم الغرب وما لقيته فيه….وأنا على مثل اليقين بأنها لا تحمل في مطاويها من تلك المدنية الساحرة إلا بقدر ما تصل إليه يد عابر سبيل”. يصف المؤلف في هذا الكتاب رحلته إلى فرنسا، والغاية منها كما يقول في الفصل الأول، للتوفر على دراسة حضارة الغرب في منبعثها، واستطلاع طلع المعاهد التي منها نشأ المخترعون والمكتشفون والفلاسفة المنزهون والعلماء العاملون وهم على التحقيق مادة تلك المدنية.

ولم تسعف المؤلف الفرص لتحقيق أمنيته إلا بعد أن أغلق والي سورية جريدة “المقتبس” وأقفل مطبعتها. فاغتنم الفرصة وغادر دمشق براً في رمضان سنة 1327هـ/1909م على ظهور الخيل متجها إلى لبنان، ويصف لنا المؤلف ما شاهده في الأماكن التي مر بها في طريقه (القابون –برزة-الغوطة-وادي بردى-دمر) وهو لا يكتفي بصور الطبيعة، بل يتحدث عن الفلاحين ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي، ويخصص عدة فصول للبنان يتحدث فيها عن طبيعة لبنان وغاباتها ، ويورد نبذة من تاريخها والهجرة من لبنان.ثم ينطلق في طريقه برا إلى مصر فيذكر ما عاينه من حالة مصر، ويتأسف لما يشاهده من سيطرة الجاليات الأجنبية، والإسراف الزائد في تقليد الغرب.

ثم يستقل الباخرة من الإسكندرية التي تبحر بهم إلى مرسيليا، ويصف لنا مرسيليا طبيعة وسكانا وصناعة وتاريخا وصحافة، وتحدث عن زيارته إحدى الجرائد التي تصدر في مرسيليا.

ثم توجه إلى مدينة ليون، وأبدى دهشته بما شاهده من جمالها الطبيعي وثرائها الصناعي وبعد أن قضى يومين زار أبرز معالمها اتجه إلى باريز ، وبدأ حديثه عن باريز بتحية العاشق: “سلام عليك مرضعة الحكمة، وربيبة الرخاء والنعمة، وروح الانقلابات الاجتماعية والسياسية، سلام عليك يا واضعة حقوق الإنسان” .

ويصف المؤلف باريس من خلال عين المعجب فيتحدث عن عمران باريز بمختلف مظاهره، وما تحتويه من معاهد للمستشرقين وجامعات وكليات ومدارس، وما يسود شعبها من تآخ، وما تحفل به من حدائق ومتاحف، ومكتبات ومجامع علمية، وكنائس ومعابد، وقصور وسرايات، وصحافة. وخلال هذا الوصف يقدم المؤلف كثيراً من الإحصائيات والمعلومات عما شاهده من معالم باريز، ويسرد لنا نبذا من تاريخها، ويجول بنا في كلياتها وصحافتها ودور التمثيل فيها.

وبعد أن قضى المؤلف شهرين وهو يتجول في أنحاء باريز مستكشفا عجائب هذه المدينة، عاد من رحلته ماراً في طريق عودته بفينا حيث قضى فيها يومين، ثم توجه إلى عاصمة السلطنة العثمانية فوصف لنا عمرانها وعادات سكانها ومتاحفها، وكانت خاتمة الكتاب محاضرة ألقاها في المنتدى الأدبي في الآستانة تحدث فيها عن رحلته وأثرها في نفسه، فذكر صور الارتقاء العجيب في كل مظاهر الحياة، وقد بلغت أوربا ذلك بفضل قوة العقل وتطبيق العلم على العمل، وطلب من سامعيه عدم اليأس من نهوض الشرق، وبين أن النهوض لن يكون إلا بالاستفادة من علوم الغرب، والاقتداء بهم والاستفادة من تجاربهم، والاعتماد على النفس وإنكار الذات، وعمل كل إنسان باختصاصه.

طبع:في مطبعة المقتبس- دمشق 1328هـ/1910م.

مقياس: 22، 8 × 14، 3 سم.

عدد الصفحات:204 صفحات.

انظر: الزركلي:الأعلام 6/202، كحالة: معجم المؤلفين 3/406، داغر: مصادر الدراسة الأدبية 2/633.

Scroll to Top